معلومات الملف

٢ ما هي الأوجه العلمية للمدرسة السّلوكيّة ؟ :

إنّ المدرسة السّلوكيّة ترتكز على مبادئ علميّة وإجراءات منظّمة ومرتبة وفق بحوث واختبارات، وتعتمد المدرسة على مبادئ التّعلم والتي استندت على تجارب مخبرية قام بها العلماء لمساعدة الناس على كشف أسرار السّلوك لديهم، مما يساعدهم على تغيير السّلوك الغير تكيفي، ومما يميز المدرسة العلميّة أنّها تقوم بوضع أهداف واضحة ومحددة وفق استراتيجيات وفنيات دقيقة وذلك للوصول إلى نتاجات واضحة وصحيحة.

 

قام المعالجون السّلوكيون بتطبيق المبادئ العلمية الأساسية للنّظرية السلوكية والتي تنبثق من منطلقات المدرسة السلوكية مثل، السّلوك، التّعزيزوالعقاب، المثير والاستجابة، التّعلم عن طريق النّمذجة، وذلك بعد إجراء عدة أبحاث علميّة، ودراسات خاصة يمكن ملاحظتها من خلال التّطبيق العملي والتّقييم التّفصيلي، واستطاع العلماء من خلال تجاربهم على الحيوانات بوضع مبادئ علمية واضحة لتغيير السّلوك لدى الإنسان، حيث قام العالم "بافلوف" بملاحظة الكلاب وطريقة استجابتهم قبل تقديم الطّعام إلى تطوير ودراسة الإشراط الكلاسيكي أو ما يسمى بالإشراط الاستجابي. ٣

 

لكل مدرسة من المدارس أهداف ومبادئ علميّة تستند عليها، ويُعدّ الهدف هو الغاية والمقصد الذي تسير عليه المدرسة السّلوكية وهو مساعدة الأفراد على النّمو المتكامل وذلك بتغير السّلوك الغير تكيفيّ لديهم إلى سلوك تكيفي، إنّ نجاح أي مدرسة يعتمد على وضوح هدفها، وتسلسل مبادئها التي تعتمد على الأنشطة والإجراءات المنظمة، وحتى تكون مدرسة علمية ناجحة، عليها أن تعتمد على أدوات قابلة للقياس والملاحظة.....

والمدرسة السّلوكية هي مدرسة فكرية تأسست على أساس علميّ يعتمد على الملاحظة والقياس بشكل مباشر، وقال العالم واطسون:/ " حتى يكون علم النّفس علميًا بالفعل، فعليه أن يركز الاهتمام على ما يمكن ملاحظته بشكل مباشر، وبالتحديد الاهتمام بسلوكات أعضاء الجسم"، والتجارب العلميّة أكّدت على أنّ الدّراسات القابلة للقياس موضوعية وعلمية، وعلى المختصين السّلوكيين دراسة السّلوك وملاحظته دون التّركيز على العمليات العقليّة.

٣ ما هي أوجهها النفسية ؟:

ما العلاقة بين السّلوك الإنسانيّ والحالة النّفسية للفرد؟

قام العالم "بافلوف" بعدة تجارب مخبرية على الكلاب، وذلك لمعرفة فسيولوجية الهضم لديهم، وأثناء إجراء التّجارب اكتشف العالم بالصّدفة أنّ هناك رابط بين قدومه إلى المختبر وسيلان اللعاب من الكلب، وأطلق العالم مصطلح نفسي على تلك الظّاهرة، حيث إنه أرجع سبب سيلان اللّعاب هي عوامل نفسية لديهم، مما أدّى إلى استمرارية ملاحظة ما يحدث لدى الكلاب عند دخوله، حيث قام العالم "بافلوف" بعدة تجارب لمتابعة هذه الظّاهرة، ويعدّ هذا الأمر مثير شرطي، حيث إنّ سيلان اللّعاب ارتبط بصوت معين، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الحيوانات بل ينطبق على سلوك الإنسان، إذ إنّ العوامل النّفسية تلعب دورًا كبيرًا على استجرار السّلوك لدى الفرد.......

 

يعتمد فهم السّلوك الإنساني وتشكيله على عوامل عديدة منها البيئة والثّقافة الاجتماعية، فإن اعتقادات الفردوالقيم الأخلاقية والأسرة وكل ما يحيط به يؤثر تأثيرًا قويًا على سلوك الإنسان ونفسيته، مما جعل الاهتمام واضح من قبل علماء النّفس السّلوكيين بتحليل وملاحطة السّلوك، إنّ السّلوك الإنساني يتأثر بطبيعة الأحداث التي يمر بها، وطريقة التعامل معها، ومن يملك زمام الأمر، ويمكن للفرد أن يسلك مسلك عدائي تجاه الاخر، إذا تعرض لأوامر من جهة أعلى منه، فتجربة "ستانلي ميلجرام" أثبت أنّ طاعة السّلطة والخضوع لمن هو أقوى من الفرد، يجعلان الإنسان يتبع سلوكًا غير مرغوب به مثل، إلحاق الأذى بالآخرين أو تعذيبهم والوقوع بهلاكهم، وذلك تجنبًا من العقاب.

 

ينظر السّلوكيون إلى التّطور النّفسيّ لدى الإنسان باعتباره مستمرًا وليس منقطعًا، فالإنسان يستمر تطوره النّفسي خلال مراحل النمو، والذي يُشكل هذا التّطور مبادئ التّعلم لديه والذي يكتسبها من البيئة والمجتمع المحيط به، وللمربي دور كبير في تطوير النّمو لدى الأطفال، إذ إنّه يمكن أن يكون سلبيًا إذا كان المربي غير قادر على التوجيه المناسب لهم، فالبيئة لها دور كبير في توجيه الفرد النّفسي.

المراجع

    ١ موسوعات عربية مختلفة