معلومات الملف

٢ كيف قدّم يونغ اللاوعي ؟:

تمامًا مثل فرويد وإيريك إيريكسون، اعتبر يونغ أنّ النفس الإنسانية تتكون من عدد من المكوّنات المنفصلة ولكن المتفاعلة في ذات الآن، هي الأنا واللاوعي الشخصي واللاوعي الجَماعي. وفي حين أنّ "الأنا"، وفقًا ليونغ، تمثّل العقل الواعي الذي يشمل الأفكار والمشاعر والعواطف والذكريات التي يدركها الفرد، وهي المسؤولة إلى حدٍ كبير عن الشعور بالهوية والاستمرارية، إلّا أنّ اللاوعي أيضًا يمتلك تأثيرًا على الشخصية، ولكن ليس بالطريقة التي رآها فرويد على أنه مستودع الرغبات الجنسية الخفية والذكريات المنسية والأفكار المقموعة فقط.

اقترح يونغ أنّ اللاوعي يتكون من طبقتين. أولاهما اللاوعي الفرديّ الذي يشمل الذكريات المنسية والأفكار المقموعة، وهو نفس نسخة فرويد من اللاوعي. أمّا الطبقة الأخرى فهي "اللاوعي الجَمعي"، الذي يشمل التجارب الجمعية المشتركة مع النوع البشري ككل وحصلنا عليها نتيجة تاريخنا التطوّري.

وبالتالي، فإنّ العقل البشري لديه خصائص فطرية "مطبوعة" فيه نتيجة للتطور، مثل خوفنا من الظلام أو الثعابين والعناكب، وغيرها من الأمثلة. الفكرة التي أكّد عليها لاحقًا "علم النفس التطوريّ"، شكّلت مساهمة يونغ الأكثر أصالة وإثارةً للجَدل في ذلك الوقت، خاصة بعد إضافته لما أسماه "الأنماط الأولية".

والأنماط الأولية هي نوع من الاختصار الدراماتيكي للأنماط الموروثة في الجنس البشريّ منذ بدء الخليقة وحتى الآن. وقد بسّطها يونغ بكونها عدة خصائص يسهل التنبؤ بها والتعرف عليها يولد بها جميع البشر وتجعلهم يتخذون ردود الفعل ذاتها في مواقف معينة، وهي مكون أساسي في الإنسان مثلها مثل السمات العقلية التي تلهم الطيور لبناء أعشاشها على سبيل المثال.

وبما أنها موروثة في الجنس البشريّ، فقد رأى يونغ أنّ الأنماط الأولية هذه هي صور وأفكار لها معانٍ عالمية عابرة للثقافات قد تظهر في الأحلام أو الأساطير أو الخرافات أو الأديان أو الأدب أو الفن. ولهذا اعتبر أنّ ماضينا البدائي هو أساس النفس البشرية وهو ما يؤثّر على سلوكيّاتنا الحالية ويوجّهها.

وعلى إثر هذا التعريف، فقد استشهد يونغ بصورة الأم كمثالٍ أصيل. إذ أنّ للأم صورة أولية كانت في الماضي وما تزال حتى الآن، وهذه الصورة هي محصّلة خبرات اكتسبناها عبر الأجيال وتعاملنا معها بطريقةٍ متشابهة. وعلى ذلك كلما تطابقت الأم الفعلية مع الأم الصورة كان التوافق في حياة الطفل والبالغ من بعد، فإذا حدث أن كانت الأم مسيطرة أو نابذة اضطربت حياة الطفل والبالغ في المراحل اللاحقة، ما يؤدي بالشخص إلى البحث عن أمّ بديلة على شكل رمز في العالم من حوله.

ومن هذه النقطة، اختلف يونغ مع فرويد الذي اختزل كافة الدوافع الإنسانية في الدافع الجنسي، كما أنه أعزى تعلٌّق الطفل الشديد بأمه إلى حقيقة أن الأم هي المانح الأول والأساسي للحب والرعاية في حياة ابنها، وليس بسبب ما اعتقده فرويد من احتمالية وجود رغبة جنسية مكبوتة من جانب الطفل لأمه تبعًا لما تصفه عقدة أوديب.

عام 1912 أرسل يونغ خطابًا شديد اللهجة إلى فرويد يصفه فيه بالمتعالي الذي يظن نفسه معصومًا من الخطأ ويحتقر تلاميذه ليرد فرويد بعدها بخطاب يصف فيه يونج بالمريض النفسي ويخبره أن صداقتهما قد انتهت إلى الأبد بعد أنْ ورثّت غضبًا شديدًا واختلافاتٍ كبيرة استمرّت بعد موتهما بين مؤيّديهما وتلامذتهما.

٣ - علم النفس التحليلي:

علم النفس التحليلي ويسمى أيضا بـ علم النفس اليونغي ، وهي مدرسة العلاج النفسي التي نشأت في أفكار كارل يونغ ، وهو الطبيب النفسي السويسري . والذي يشدد على أهمية الحالة النفسية الفردية والسعي الشخصي نحو الكمال .

علم النفس التحليلي هو العلم الواضح من التحليل النفسي ، وهو نظام العلاج النفسي التي أنشأته سيغموند فرويد .

المفاهيم الهامة في نظام جونغ هي التميز ، والرموز ، وفاقدا الوعي الشخصي ، واللاوعي الجماعي ، والمجمعات ، والشخصية ، والهوية ، والأنا ، والأنا الفائقة ، والظل ، والذات .

وقد تم التحقيق نظريات يونغ التي وضعت من قبل توني وولف ، ماري-لويز فون فرانز ،إريك نيومان ، جيمس هيلمان ، وانطوني ستيفنز .

المراجع

    ١ موسوعات عربية مختلفة