معلومات الملف

٢ نظرية التطور لداروين:

تنطوي نظرية تشارلز دارون للتطور؛ على أن التطور يحدث بالانتخاب الطبيعي، ولكن ما هو مفهوم الانتخاب الطبيعي؟ إليك التوضيح:/

يُظهر الأفراد في الأنواع تباينًا في الخصائص الفيزيائية، وينبع هذا التباين من الاختلاف في الجينات. يكون الأفراد ذوو الخصائص الأنسب لبيئاتهم أكثر تكيّفًا وعُرضة للبقاء على قيد الحياة، ويشمل ذلك العثور على الطعام، وتجنّب الحيوانات المفترسة، ومقاومة الأمراض، أي باختصار؛ البقاء والاستمرار وإمكانية التكاثر ونقل الجينات إلى الجيل التالي، أما الأفراد الذين يتكيفون بشكلٍ سيء مع بيئاتهم، فهم أقل عرضة للبقاء والتكاثر، وتقلّ احتمالية انتقال جيناتهم إلى الجيل التالي. نتيجةً لذلك؛ يبقى الأفراد الأكثر ملاءمة لبيئاتهم على قيد الحياة، ومع الوقت الكافي، تتكوّن الأنواع تدريجيًا، وهذا ما يسمى بالانتخاب الطبيعي.

ولكن، ما علاقة الجينات بالتطور والانتقاء أو الانتخاب الطبيعي أيضًا؟! تعمل آليات التطور على المستوى الجينومي والتغييرات الحاصلة في الحمض النووي، إذ أن تاريخنا التطوري جميعًا مكتوبٌ في جينومنا، وإن كل ما وصل إلىه جينومنا البشري الحالي هو نتيجة التغيرات الجينية التي أثرت على أسلافنا، وعندما يبدو الحمض النووي والجينات في الأنواع المختلفة متشابهة جدًا؛ فهذا دليل على مشاركة الأسلاف في نفس الجينوم.

كدليلٍ بسيط، نتشارك نحن البشر مع ذبابة الفاكهة في الحمض النووي؛ إذ تم العثور على 75% من الجينات التي تسبب الأمراض لدى البشر في ذبابة الفاكهة! إذن، يراكم الحمض النووي التغييرات بمرور الوقت، وثمّ، إما أن تكون هذه التغييرات مفيدة وتوفّر أفضلية انتقائية للكائن الحي، أو تكون ضارة ولا تغيّر الجينات كثيرًا، بل تبقى محفوظة.

عليه، رأى دارون خلال رحلته تلك أن الانتخاب الطبيعي يمكن أن يفسر علاقة الأحفوريات بالكائنات الحية، واقترح نظرية الانتخاب الطبيعي التي تستند إلى فكرة أن جميع الكائنات الحية من حيوانات، ونباتات، ووحيدات خلية، وغيرها تستند إلى سلف مشترك، وتطورت جيناتها مع الزمن حتى وصلت إلى هذا الاختلاف.

فأصبحت الكائنات مع الوقت أكثر بساطة وتكيفًا مع البيئة وتحديدًا في وظائفها السلوكية والجسمانية من خلال تغير الجينات والطفرات، حيث يتم الاحتفاظ بالطفرات المفيدة للتكيف مع البيئة وهذا كما قلنا، هو عملية الانتخاب الطبيعي، وهكذا يتم نقل الطفرات المفيدة بين الأجيال، وعند تراكم هذه الطفرات، ينتج كائن ونوع جديد مختلف تمامًا لم يكن له وجود، ويكون قادرًا على التكيف مع البيئة والتعايش معها بشكل أكبر من الأنواع السابقة.

٣ - مراحل نظرية دارون:

بدأ دارون العمل على نظريته مبينًا خلالها تطور الكائنات والأنواع الجديدة من خلال ثلاث مراحل شملتها نظرية دارون هي:/

  • الاختلاف والتنوع:/ تختلف الكائنات ضمن الصنف الواحد نتيجة الاختلاف في جيناتها وهو ما يسمى الأليلات.
  • المنافسة في المجتمع:/ تشكل النباتات والماشية وغيرها من الكائنات مجتمعًا واحدًا، مما يولد تنافسًا بينها للبقاء على قيد الحياة، أي كما تتنافس الحيوانات على الغذاء، وتتنافس النباتات على الضوء، وهكذا.
  • الاستنساخ والوراثة:/ يحدث مع الوقت تغيير في الأليلات والجينات الخاصة بالكائنات لتكتسب خصائص تلائم بيئاتها مما يضمن البقاء والتأقلم مع البيئة المحيطة، الأمر الذي يسبب تنوعًا كبيرًا في المورثات,2

طُرحت نظرية دارون تلك في كتابه “أصل الأنواع” عام 1859 معرفًا إياها على أنها العملية التي تغير من صفات الكائنات الحية مع مرور الوقت نتيجة للتغيرات في الصفات السلوكية والجسدية، مما يسمح للكائن الحي بالبقاء والتكاثر والتكيف مع بيئته بشكل أفضل.

تعتبر نظرية دارون من أفضل النظريات في تاريخ العلوم، وتدعمها مجموعة من العلوم كعلم الأحافير والجيولوجيا والوراثة والبيولوجيا. تُختصر النظرية بشعار “البقاء للأقوى”. على الرغم من أننا هنا لا نقصد القوة البدنية بل القدرة على البقاء على قيد الحياة والمنافسة للوجود والتكاثر.

المراجع

    ١ موسوعات عربية مختلفة