محتويات

٢ العراقيل والصعوبات الإبيستيمولوجية:

تكمن العراقيل الإبستيمولوجيا في مجموع العوائق التي تقف في طريق الوصول إلى المعرفة والمعلومات العلمية المختلفة، وتتجه بعض الآراء إلى اعتبار أن أهم هذه العوائق تتجسد في المكتسبات القبلية أي كل ما يخزنه الدماغ قبل المباشرة بعملية التعلم، وهذا ما يشكل العراقيل الابستمولوجيا كمثال التاريخ الشخصي والتمظهرات المسبقة لأشياء والتي تحول دون التوافق في الحصول على المعرفة واكتساب المعلومات المستجدة بشكل صحيح. هذه العوائق تدفع بالمتعلم إلى الوقوع في مجموعة من الأخطاء كل مرة ويمكن تعدادها في 5 عراقيل أساسية وهي:/

  • العراقيل اللغوية واللفظية:/ تتميز اللغة بتعدد ألفاظ ومعاني الكلمة الواحدة وذلك على حسب السياق وكذا صياغتها في الجملة. وهذا يصعب عملية الفهم بالنسبة للكثيرين الذين يملكون قدرا محدودا من المعلومات والمعارف.
  • العائق الجوهري:/ ويتمثل في البحث المستمر عن جواهر الأشياء وتجاهل الظاهر منها والتي استمرت منذ عقود ومازال العلماء في حيرة تجاهها ويبحثون عنها.
  • المعيقات ذات الصلة بالتجربة الأولية (المعرفة العامة):/ تتمثل في النظرة الأولى المأخوذة عن الظواهر والمواقف والمعارف من الوهلة الأولى. كذلك الملاحظة الأولية لمختلف الظواهر والتي تشكل الانطباع الأول والأحكام المسبقة على الأمور والتي تؤخذ بعد ذلك على أنها حقائق مطلقة، ثابتة غير قابلة للتحليل آو الشك.
  • عائق تداخل العلوم:/ ويتمثل في الاستخدام الشاسع المعلومات، وشموليتها لمختلف المجالات أحيانا في كل المجالات وتداخل المصطلحات والمفردات. ويسبب هذا إرباكا وخطأ في تشخيص الظواهر والمعلومات وإسقاطها في مجال غير مجالها.
  • عائق التعميم:/ يقول الفيلسوف الفرنسي باشلار في عائق التعميم:/ إنه ما من شيء عمل على تقيد تطور المعرفة العلمية كما فعل المذهب الخاطئ للتعميم الذي هيمن من فترة الفيلسوف اليوناني أرسطو إلى فرانسيس بيكون الكاتب والفيلسوف الإنجليزي، والذي ما يزال بالنسبة لعقول كثيرة المذهب الأساس للمعرفة.

وانطلاقا من كل ما تطرقنا إليه تبقى الإشارة إلى أن هذه العوائق لا تعترض أو تقف سدا أمام العلماء والباحثين فقط أثناء دراساتهم وبحوثهم. لكن أيضا تشكل صعوبة للمتعلم في اكتساب المعرفة الصحيحة والدقيقة والوصول إليها ببساطة.